انتفاضة فلسطينية ثالثة تدق أبواب المنطقة
| 06.10,09. 05:32 PM |
انتفاضة فلسطينية ثالثة تدق أبواب المنطقة
" يحذر الفلسطينيون على مختلف توجهاتهم السياسية من حدوث انتفاضة جماهيرية ثالثة خلافاً لما حدث منذ تسع سنوات إثر دخول إرئييل شارون باحات المسجد الأقصى بحراسة جنود الاحتلال في أيلول/ سبتمبر من العام 2000.
وتنذر الإجراءات الحالية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي بتحويله لمدينة القدس وساحات الحرم القدسي إلى ثكنة عسكرية لحماية المتطرفين اليهود، ومنعه للمصلين المسلمين من دخول الأقصى والخروج منه بنشوب انتفاضة جديدة يقودها الشعب الفلسطيني ضد "إسرائيل"، والتي تشير تقارير فلسطينية إلى نيتها افتتاح أنفاق جديدة بالقرب من المسجد الأقصى.
وتماشياً مع هذا التوجه، دعت حركة "حماس" لانتفاضة جديدة دفاعاً عن المسجد الأقصى بعد أن شهدت مدينة القدس المحتلة موجة من المواجهات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال الإسرائيلي الذي استخدم الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم.
واعتبرت "حماس" :"أن المساس بالمسجد الأقصى خط أحمر ومرجل سينفجر في وجه الصهاينة المعتدين
".
ومن جهته، قال القيادي في حماس محمود الزهار "إن الشعب الفلسطيني يثبت في كل مناطق تواجده، أنه يستطيع بأيد فارغة وصدور عارية أن يحافظ على المسجد الأقصى".
وفيما يتعرض الأقصى لحفريات إسرائيلية تحت باحاته، أوضح الزهار في تصريح صحفي لموقع مقرب من "حماس" أن المشكلة ليست قضية الاستيطان فقط، القضية تمس عقيدة الناس، تمس 1.8 مليار مسلم في كل مكان، المشكلة هنا تمس واحدا من أهم ما شهدته البشرية من وحي من السماء لكل أجناس البشر وفي كل أعمارهم وفي كل أزمانهم، قضية القدس والمسجد الأقصى...."
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأسير "مروان البرغوثي" قد حذر في تصريح سابق من أن الظروف التي أدت إلى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية قبل تسعة أعوام "ما زالت قائمة" ، معتبراً أنه ليس هناك شريك إسرائيلي لتحقيق السلام.
وقال البرغوثي إن الانتفاضة لا تأتي بقرار من هذا المسؤول أو ذاك او بقرار من هذا الفصيل أو ذاك "إنما تأتي من رحم الإرادة الجماعية للشعب الفلسطيني".
وتشهد مدينة القدس المحتلة موجة من الإجراءات الإسرائيلية التي تعرقل حركة المقدسيين بين الأحياء والقرى في المدينة، والتي كان آخرها منعها من دخول المصلين إلى باحات الأقصى، وذلك حسب مصادر فلسطينية يأتي في سياق محاولات "إسرائيل" إلى إحياء شعائر دينية في الحرم القدسي المخصص للمسلمين.
وحول احتمال نشوب انتفاضة فلسطينية ثالثة، قال وزير الأوقاف في الحكومة الفلسطينية في رام الله "محمود الهباش"::"نحن لا نريد انتفاضة ولكن في ذات الوقت إذا تطورت الأوضاع للأسوأ لا يمكننا أن نقبل إطلاقا بأي انتهاك لحرمة المسجد الأقصى وسندافع عنه بكل ما أوتينا من قوة و أعتقد أن إسرائيل تريدها أن تتطور وأن تأخذ منحنى اكثر عنفا وهذا لن يكون في مصلحة أحد".
ودعا الهباش العرب والمسلمين لشد الرحال لزيارة المسجد الأقصى قائلا :"أدعو جميع العرب والمسلمين لزيارة القدس والأقصى لكي يعلم الجميع أن هذا المسجد له أهل وله حماة وله أمناء عليه وأمة كاملة يزيد عدد تعدادها من المليار ونصف المليار من المسلمين هم على استعداد لأن يقدموا الغالي والنفيس من أجل صيانة حرمة المسجد الأقصى المبارك".
ويذكر أن الساحة الفلسطينية تعيش حالة احتقان عارمة جراء الإجراءات الإسرائيلية التي تفرضها على المناطق الفلسطينية خلال الأعياد "اليهودية" حيث تفرض طوقاً عاماً تمنع من خلاله تحرك الفلسطينيين بين مدن الضفة الغربية وتمنع دخول البضائع والمنتجات إلى قطاع غزة عبر المعابر التجارية.
وإضافة إلى ذلك فإن تعثر المفاوضات السلمية بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي جعلت الأمال ضئيلة للتوصل إلى حل ينهي صراعا دام أكثر من ستين عاماً وذلك في الوقت الذي يتبادر إلى الأذهان إمكانية تدهور الأوضاع في المنطقة جراء الحفريات المستمرة تحت الأقصى وعملية إبعاد المصلين عن باحاته.