جنبلاط:لماذا هذه الحملة الشعواء على الرئيس سعد الحريري؟
| 14.09,10. 09:47 PM |
جنبلاط:لماذا هذه الحملة الشعواء على الرئيس سعد الحريري؟
أدلى رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط بموقفه الاسبوعي لجريدة "الانباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي مما جاء فيه: تقضي الموضوعية أن نحيي إيجابية الرئيس الاميركي باراك أوباما وخطابه الاخير الذي دافع فيه عن حق المسلمين بإقامة مسجد في مدينة نيويورك وهو ما يؤكد مرة جديدة نواياه الحسنة وسعيه الحقيقي لحماية الحريات في الولايات المتحدة لا سيما بعد مطالبة اليمين المتطرف بإحراق القرآن الكريم ما يعبّر عن حقد دفين ضد الاسلام والمسلمين، وهو ما سيّولد المزيد من التطرف والتطرف المضاد على أكثر من مستوى.
وهذه الدعوة لحرق القرآن هي محاولة جديدة تضاف الى محاولات اليمين الاميركي والصهيونية التي قامت بها سابقاً والتي تدل على أن المجتمع الأميركي لا يزال منقسماً وأن قسمأً منه ليس مقتنعاً أن رئيسه أسود وأصوله إسلامية، وهي تهدف الى تحطيم صورة الرئيس الاميركي وتكبيله وإسقاط دوره سواء في الصراع العربي- الاسرائيلي أو في الملفات الحساسة الأخرى.
فعلى الرغم من التراجع الواضح الذي أبدته الولايات المتحدة في ملف المفاوضات الفلسطينية- الاسرائيلية المباشرة تحت وطأة الضغوطات التي مارستها مجموعات الضغط الصهيونية، إلا أن يُسجل للرئيس الاميركي إصراره على السير بالتسوية الاقليمية، حتى بعد تكبيل كل مفاصل السياسة الخارجية الاميركية من خلال الشروط الاسرائيلية التعجيزية والتي لا تنتهي، بما يناقض سياسة سلفه الشهيرة التي سمّيت "الحرب على الارهاب" وأدّت عملياً الى شن عدد من الحروب من دون إستئصال الارهاب!
فموقف أوباما المناهض لخطوات إحراق القرآن الكريم والمؤيد لبناء مسجد في نيويورك يصّب في إطار تأييد إقامة الصروح الدينية المسيحية والاسلامية واليهودية، لأنه يطبّق مبدأ عاماً، ولا يتطرف ويتصلّب ضد طائفة أو مذهب أو دين. وهذا ما دفع بعض الكنائس المتطرفة وعنصرية البيض والصهيونية الى إطلاق حملة واسعة على الرئيس الاميركي للضغط عليه ودفعه للتراجع عن موقفه.
لقد دفعت بعض رموز الادارة الاميركية السابقة الى إطلاق مفهوم حرب الحضارات وترجمت هذه السياسة من خلال غزو أفغانستان والعراق، من دون أن تنجح في القاء القبض على من قام بإعتداءات الحادي عشر من أيلول، فأخذ الصراع السياسي الدولي أشكالاً مختلفة وتجذّرت الخلافات التي تحمل طابعاً دينياً ومذهبياً حول العالم. وكل هذا يتطلب خطوات عملية لردم الهوّة وإعادة الاعتبار لحوار الحضارات بدل صدام الحضارات.
لبنانياً، لماذا هذه الحملة الشعواء على الرئيس سعد الحريري الذي قام بخطوات مهمة في إطار المراجعة السياسية والتي تستوجب الدعم والثناء والترحيب والتشجيع بدل التهجم والضغط والتهديد. فهو أبدى كل الحرص على إعادة بناء العلاقات اللبنانية- السورية وفق اتفاق الطائف بما يحفظ مصالح البلدين. إن إعادة قراءة المتغيرات السياسية هي واجب على كل القوى السياسية وهي خطوة صحية ومطلوبة وليست معيبة لتستدرج هذا الكم من المواقف الغريبة.
أخيراً، وتعليقاً على ما كُتب في بعض الصحف حول زيارتي الأخيرة الى العاصمة الفرنسية، فهي كانت زيارة خاصة وعائلية وقد أجريت على هامشها إتصالاً بوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والتقيت معه، وهو صديق قديم لكمال جنبلاط ولي شخصياً، وتعود معرفتي به الى سنوات الحرب. أما التحليلات الصحفية التي رافقت هذا الاجتماع، فهي غير صحيحة وغير دقيقة.