هل يعود سمير جعجع إلى السجن ؟
| 27.04,10. 10:51 PM |
هل يعود سمير جعجع إلى السجن ؟
غسان حجار
يقول احد زعماء "المعارضة" السابقة ان الدكتور سمير جعجع بات يشكل العائق الوحيد حاليا امام المصالحة بين المجموعات اللبنانية في الداخل، وفي اعادة تسوية العلاقة مع سوريا، وانه من الضروري "عزله" للمضي "في فرصة التوافق الحالية" لان "التعاون معه في مراحل سابقة لم يؤد الى نتائج ايجابية".
وفي اجواء المعارضة السابقة ان موضوع سلاح المقاومة لم يعد مسألة خلاف داخلي حاد بعدما ابتكرت هيئة الحوار الوطني "فتوى" لمناقشة موضوع الاستراتيجية الدفاعية من دون السلاح، وبعدما اقر البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير بأحقية المقاومة قبيل سفره الى روما، ورئيس الجمهورية اكد انه سيحميها "برموش العين"، وقائد الجيش في حديثه لـ "النهار" قال ان البيان الوزاري للحكومة برئاسة سعد الحريري حدد الاستراتيجية الدفاعية مع المقاومة، ولم يعد هناك اعتراض على العلاقة الجيدة بل المميزة مع سوريا، بعد الزيارة الاخيرة لرئيس الحكومة لدمشق، وعودة وليد جنبلاط الى تموضعه السابق للعام 2005، وباتت "المعارضة" حاليا تتمثل بحزب "القوات اللبنانية" ومن يدور في فلكه من احزاب وتيارات في قوى 14 اذار لا يمكنها الحراك في معزل عنه.
والعوائق كثيرة امام تسوية، ولو في حدها الادنى، بين دمشق و"القوات"، وهي موجودة لدى الطرفين:
ان حزب "القوات" يريد انفتاحا وقائيا ليس اكثر، وهذا امر بات مرفوضا لدى سوريا التي استعادت حلفاءها الاقوياء في الخارج كما في الداخل اللبناني، وهي ترفض من "طالبي القرب" امساك العصا من وسطها، وهو الامر الذي يعوق تطور العلاقة مع الرئيس سعد الحريري الذي تضغط دمشق وحلفاؤها من اجل فك ارتباطه بالقوات، قبل الوصول الى الطلب منه التبرؤ من المحكمة الدولية.
ان حزب "القوات" لا يمكنه الانقلاب على خطابه بالكامل، بل يحتاج مزيدا من التصلب فيه لشد العصب المسيحي في مواجهة ميشال عون الذي تصدر لائحة العداء القواتية وتجاوز "حزب الله" وربما دمشق.
ان دمشق لا ترغب في اقامة علاقة مع حزب اتهمته على الدوام بالعمالة خصوصا ان الغطاء المسيحي لحركتها اللبنانية بات متوافرا.
ان دمشق تفضل كذلك عدم احراج حلفائها السنة الذين يطلقون سهامهم اليومية على جعجع، وخصوصا الرئيس عمر كرامي.
لذا يفضل حلفاء دمشق المضي في عزل جعجع وقواته من دون تجاوز الامر في المرحلة الحالية حتى لا يتحول مجددا ضحية اضطهاد وبطلا قوميا، وهو ما لفت اليه فرنجية في مقابلته الاخيرة اذ اعتبر ان تكبير حجم قضية عيون ارغش يكسب قائد "القوات" تعاطفا اكبر لذا يجب وضعها في اطارها الصحيح. ومن السيناريوات المعتمدة في عزل جعجع الاتي:
اولا: الحملة المستمرة من وجوه سنية مناطقية من عمر كرامي وعبد الرحيم مراد واسامة سعد وصولا الى مصطفى حمدان اخيرا في العاصمة.
ثانيا: الحملة الدرزية من طلال ارسلان وفيصل الداود ووئام وهاب واخيرا وليد جنبلاط الذي اعلن الجمعة ان جعجع لم يتعلم من دروس الماضي.
ثالثا: السيناريو المتداول للحرب الاسرائيلية وفيه ان مجموعات "قواتية" تتدرب لملاقاة التحرك الاسرائيلي ومحاولة السيطرة على المناطق الشرقية للعاصمة.
رابعا: تحريك ملفات امنية في وجه "القوات" ومنها حادث عيون ارغش والقبض على مطلوب في سيارة النائب ايلي كيروز، والمطالبة باعادة فتح ملفات في اغتيال الرئيس رشيد كرامي وداني شمعون وافراد عائلته وتفجير كنيسة سيدة النجاة.
خامسا: التلويح بتحريك ملف اغتيال الوزير طوني فرنجية الذي لم تمض على فتحه السنوات العشر التي تسقطه بعامل مرور الزمن خصوصا بعد توافر تسجيلات عن الجريمة بصوت جعجع بثت العام الماضي، ويمكن ان تقود الى سجن الاخير.
سادسا: الحسم المسبق لملف "المؤسسة اللبنانية للارسال" بعدما افضت لقاءات واتصالات خلال الاسبوع الماضي الى تأكيد عدم فوز "القوات" في الدعوى القضائية المقامة على بيار الضاهر.
قد يكون العزل هو المبتغى حاليا، لكن الظروف المتبدلة والمبدلة للظروف القائمة، خصوصا اذا صدر القرار الظني للمحكمة الدولية بغير ما يتمناه المعنيون وظهور بوادر دولية جدية لمعاقبة "حزب الله" بعد اتهامه، قد تجعل المتغيرات الداخلية متسارعة بطريقة مختلفة وغير مضبوطة، وقد تقود الى اجراءات سياسية وامنية متشددة، فهل يعود جعجع الى السجن؟
النهار