تعبيد الطريق الى لاهاي بدم اشتراكي
| 16.02,09. 05:43 AM |
هو ابن مدرسة المعلم الشهيد كمال جنبلاط يؤمن بالديمقراطية والعدالة والحق والإنسانية، نزل إلى ساحة الحرية دفاعاً عن الدولة والمؤسسات وليكون حضوره تحية وفاء للشهداء فغدرته يد الظلم التي لا تؤمن بحرية الرأي ولا تريد لبنان بلد السيادة والحرية والاستقلال، فعاد إلى بلدته الشبانية شهيداً محمولاً على أكف رفاقه في الحزب وأهالي المتن وبلدته من المسيحيين والدروز حيث قرعت أجراس الكنائس إلى جانب الآذان فجسد باستشهاده مشهداً وطنياً مميزاً للعيش المشترك.
لطفي عباس زين الدين رحل عن عمر 58 ثمانية وخمسين عاماً متأهل من كلادس الجردي وله منها شاباً اسمه شادي وابنتان هنادي وهناء، واشتهر بمحبته وتفانيه في الخدمات الإنسانية والعطاء فعم الحزن برحيله بلدته وكافة قرى المتن، وكان لمرور موكب نعشه محطات في المتن الأعلى حيث استوقفته الوفود في القريّة، قبيع، ورُش نعشه بالأرّز وتابع مشواره الأخير إلى بلدته الشبانية. جموع من الشباب واكبت نعش الشهيد ثائرة تطالب بتحقيق العدالة رافضةً السكوت عن الحق مطالبة بالقصاص من الفاعلين مطالبين القضاء بإحقاق الحق متوعدين أن دماء رفيقهم وابن الحزب التقدمي الاشتراكي لن تذهب هدراً.
وفود شعبية ورسمية حضرت لتقديم التعزية والمواساة، وقد مثل فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قائمقام الشوف جورج صليبي، وحضر إلى جانب رئيس اللقاء الديمقراطي النواب أكرم شهيب، أيمن شقير، أنطوان أندراوس، عبدالله فرحات، رئيس الأركان اللواء شوقي المصري، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين ووكلاء الداخلية في الحزب المتن فاروق الأعور، الجرد زياد شيا، ومدير فرع الحزب في الشبانية سليمان بومغلبيية وعدد كبير من القيادات الحزبية المنظمات الحزبية والإتحاد النسائي التقدمي، برؤساء البلديات والمخاتير والفعاليات، وحضرت وفوداً وشخصيات من القوات اللبنانية والكتائب والأحرار والأحزاب الموالية لقوى الرابع عشر من آذار.
جنبلاط
ولم يكن وصول رئيس اللقاء الديمقراطي إلى منزل الشهيد بالأمر السهل بسبب الغضب العارم بنقوس الشباب الحزبيين الذين اعتبروا الأمر مهانة لهم ولتاريخم النضالي الذي لا يعرف الإنكسار فتجمعوا مطالبين رئيس الحزب بإحقاق الحق متوعدين بأخذ الثأر الأمر الذي اضطر رئيس الحزب وليد جنبلاط إلى التدخل شخصياً لتهدئة الشباب داعياً الى التهدئة وعدم السقوط في هوة الفتنة وعدم الإنجرار إلى الإشكالات الأمنية، وتوجه بهدها برفقة المناصرين إلى منزل الشهيد حيث انتظرته الحشود، وقدم العزاء لعائلة الشهيد، وقال : نتصرف كما تصرفنا، يوم بيروت يوم "الزيادين"، هكذا نتصرف، هكذا يتصرف الرجال، هكذا يتصرف العقل، هكذا يتصرف الذين يريدون الدولة، واستطيع ان اقول بالرغم من الالم، الالم الكبير والخسارة الفادحة التي لحقت بهذه العائلة الكريمة، اسمحوا لي ان اقول اولاً: ان الذين قاموا بهذا العمل جرى اعتقالهم من قبل الجيش والسلطة، وعندما كنت انادي وانادي دائماً بالجيش والسلطة، لانني اؤمن الجيش والسلطة، وثانياً: ان العقل يملي علينا بألا نقوم بردة فعل، قلتها بالامس السبت في ساحة الشهداء، في يوم رفيق الحريري ورفاق رفيق الحريري، قلتها: لا عدو لنا في الداخل، قلتها واقولها اليوم وسأقولها غدا وبعد غد وفي كل لحظة، عدونا فقط هو اسرائيل. هناك خلاف سياسي كبير في الداخل، نعم، اخترنا التخاطب الهادئ، لن استخدم كلمة تهدئة، لان كلمة تهدئة تستخدم مع العدو، لا اعداء لنا في الداخل الا الجهل، الجيش قام بواجبه والسلطة قامت بواجبها، وكما جرى في بيروت، وكما وقفنا جميعاً مع سعد الحريري ومع مفتي الجمهورية والمفتي قبلان وكل بيروت بضاحيتها كل بيروت، وقفت مع اهل "الزيادين" فوق الجراح.
وأضاف جنبلاط: اناشد اهل الفقيد، وجراحهم كبيرة وقاسية، ولكن "العقل قبل شجاعة الشجعان" ومصلحتنا ومصلحة العيش المشترك فوق كل شيء، ما جرى مستنكر من قبل الجميع، واعلم ان الفريق الآخر، او الفرقاء الآخرون من حركة "أمل" و"حزب الله" يستنكرون كما استنكر، لكن فلنذهب غداً موحدين كوطن كلبنانيين نودع الشهيد، نركن الى العدالة، هذه رسالتي اليكم يا اهل الجبل يا آل زين الدين والعوص بسلامتكم.
وكانت فعاليات المنطقة ومدراء المدارس الخاصة والرسمية وأصحاب المؤسسات قد أعلنت الحداد رسمياً غداً تضامناً مع عائلة الشهيد ودعت لأوسع مشاركة في مسيرة الوداع حيث عين موعد الدفت في الساعة الواحدة الواحدة من اليوم.
إشكال صوفر وبحمدون
في هذه الاثناء، كان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط يتابع تفاصيل ما يجري مع المسؤولين، خصوصاً بعد حادث وقع في صوفر عندما اقدم البعض قرابة الثالثة والربع على ايقاف باص متجه الى البقاع والتعرض لعدد من المواطنين بالضرب، ما أدى الى وقوع سبعة حرحى تم نقلهم الى المستشفيات، فيما اتخذ الجيش اللبناني تدابير صارمة أمنت فتح الطريق.